loading ad...
آفي يسسخروف 13/5/2025
صحيح أن هذه ليست كارثة سياسية أو أزمة غير مسبوقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن حقيقة أن ممثلي الإدارة الأميركية توصلوا إلى اتفاقات على تحرير عيدان الكسندر في مفاوضات مباشرة مع حماس تشهد على الفجوة الآخذة في الاتساع بين الطرفين. القرار الأميركي عدم انتظار الطرف الإسرائيلي، وفي واقع الأمر الوصول من فوق رأس بنيامين نتنياهو الى صفقة ضيقة مهما كانت، يشكل دليلا على فشل استثنائي للمستوى السياسي في إسرائيل. هذه المرة لا يوجد حتى مستوى أمني يمكن إسقاط المسؤولية عليه. بيبي طبخ، وكلنا نأكل الطبخة.اضافة اعلان
المبعوث الخاص للرئيس ترامب، آدم بولر، ألقى كلمة على الطائرة في طريقه الى إسرائيل الى جانب ام عيدان الكسندر، ياعيل، جسد أكثر فأكثر عظمة العبث: فبينما هو يتحدث عن الواجب الأميركي لتحرير كل المخطوفين فان نتنياهو ورجاله يتخذون في نظر معظم الجمهور الاسرائيلي صورة من يحاولون إفشال هذه الصفقة بكل ثمن. وبالفعل، حاول بيبي وسيحاول على ما يبدو تأخير أو تذويب كل صفقة تؤدي الى تحرير كل المخطوفين مقابل وقف نار في غزة، وبالمقابل الرئيس ترامب مصمم جدا على السعي الى صفقة أكبر بكثير تتضمن وقف نار في غزة وتحرير مخطوفين.
ظاهرا هذا تضارب مصالح يشهد على التوتر بين الطرفين. ولا يزال، اذا سار نتنياهو مع المنحى الذي اقترحه ويتكوف ووافق على وقف نار طويل وتحرير كل المخطوفين، فانه سيكون احتمالا معقولا لأن تؤدي هذه الخطوة الى تغيير عميق في الشرق الأوسط بل وربما الى تغيير الميل في الرأي العام بالنسبة لنتنياهو. اغلبية الجمهور الإسرائيلي سيؤيد خطوة تؤدي الى تحرير المخطوفين حتى بثمن وقف مؤقت للقتال ضد حماس. أغلبية الجمهور أيضا سترحب بصفقة سياسية اكبر تتضمن تطبيعا مع السعودية. لكن لهذا الغرض يتعين على نتنياهو أن يتجاهل تهديدات بن غفير وسموتريتش بالنسبة لتفكيك الحكومة ومشكوك أن تكون لنتنياهو الرغبة في عمل ذلك. فهو يفضل سلامة ائتلافه في هذه المرحلة على كل إمكانية انجاز سياسي مهم لدولة إسرائيل.
يمكن فقط التخمين بما يمكن أن يحصل اذا ما وافق بيبي على وقف النار في غزة وتحرير كل المخطوفين. خطوة كهذه ستؤدي الى ضغط شديد على حماس بالتنازل على سيطرة مدنية في غزة وربما ولاحقا ربما أيضا نزع سلاحها. التهديد عملية إسرائيلية عسكرية باسناد اميركي بعد تحرير المخطوفين في حالة الا توافق حماس على نزع سلاحها قد يكون ذا مغزى أكثر بكثير من ذاك الذين يتم فيما أنه لا يزال يحتجز في غزة 58 مخطوفا، أحياء وأمواتا. اتفاق تطبيع مع السعودية يؤدي ليس فقط الى اتفاقات سلام إقليمية بل وأيضا الى إقامة بديل سلطوي لحماس في غزة سيضعفان جدا المنظمة الغزية ويمكنهما أن يحدثا تغييرا في القطاع. صحيح، هذا على ما يبدو سيكون السلطة الفلسطينية التي تعمل هناك الى جانب تواجد قوي عربية أخرى، ولا يزال هذا أفضل من الخيار الذي على مدى سنوات طويلة جدا عزز نتنياهو فيها حماس.
عملية عسكرية واسعة الآن قد تخدم نتنياهو سياسيا في المدى الزمني القصير، في البقاء في الحكم، ولكنها بالتأكيد لن تساعد دولة إسرائيل أو بيبي في انتخابات أكتوبر 2026. مزيد من الجنود والمخطوفين القتلى. نقد دولي قاسم، إبادة آلاف الفلسطينيين الذي بعضهم أبرياء وفي نهاية الأمر عودة الى نقطة البداية: الجيش الإسرائيلي لاعتبارات القوى البشرية والتآكل، سينسحب من أراض في القطاع وحماس ستعود اليها. رئيس الأركان والجيش يفهمان هذا، يحتمل حتى نتنياهو يفهم هذا. طالما لا يقوم في غزة بديل سلطوي لحماس، ستبقى المنظمة وتعمل هناك.
0 تعليق