ولعل بناء القوة الداخلية ليس أمرا يحدث صدفة أو بين ليلة وضحاها، بل هو مسار متدرّج يتطلب وعيا ذاتيا، والتزاما مستمرا وممارسة يومية لمجموعة من العادات والسلوكيات منها: الوضوح في الرؤية، فعندما يعرف الفرد ماذا يريد وإلى أين يتجه يصبح أكثر قدرة على التركيز وتوظيف طاقته بشكل فعّال، ويجب أن تكون الأهداف محددة وقابلة للقياس واقعية وموزعة بين قصيرة وطويلة المدى، ولما كان الفكر هو البذرة التي تنبت منها المشاعر والأفعال فلا بد من التركيز على الحلول بدل المشاكل والبحث عن الجانب المشرق في كل موقف، مما يساعد على مواجهة التحديات بروح مرنة وإرادة قوية.
حقيقة إن الحياة لا تخلو من الصعوبات، لكن الفرق بين شخص وآخر هو كيف يتعامل كل منهما مع هذه الصعوبات، فالشخص ذو القوة الداخلية يرى العقبات فرصا للنمو ويتذكر إنجازاته السابقة ليتشجع على تجاوز ما يواجهه، ولديه القدرة على التكيف مع الظروف دون أن يفقد شغفه أو ينكسر أمام الإحباط.
أخيرا: إن التفوق الذاتي ليس ترفا ولا رفاهية، بل ضرورة لبناء حياة ناجحة ومتوازنة، وما بين وضوح الهدف والتفكير الإيجابي والمثابرة يمكن لكل إنسان أن يشق طريقه الخاص بثقة بعيدا عن التبعية أو انتظار الآخرين، وتذكّر دائما: إن النجاح لا يُهدى... بل يُصنع، وصانعه الحقيقي هو أنت، بقلبك، وعقلك، وإصرارك، ويقينك بأن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملا.
0 تعليق