في السنوات الأولى لحكومة انتوني بلير ، كان أحد أهم وظائف جوناثان باول دوره في محادثات السلام في أيرلندا الشمالية التي أدت إلى اتفاقية الجمعة العظيمة، تجربة وثقها في كتابه “الكراهية العظيمة، والمساحة الصغيرة: صنع السلام في أيرلندا الشمالية” المفاوضات التي أدت إلى اتفاقية تقاسم السلطة في أيرلندا الشمالية.
لكن ما المثير في ذلك؟ انه انكليزي ممل يشرب الشاي ويضع رجل على الاخرى، او يضع يديه على ركبتيه و بدون غليون.
كلما تتبعت السيرة الذاتية للرجل كلما ازدادت الاثارة وازداد التشويق، فالانكليزي باول الذي زرا الاردن اليوم الاربعاء دعا في مارس/ اذار من العام 2008، إلى تطبيق التكتيكات المستخدمة بنجاح في أيرلندا الشمالية على الحرب على (الإرهاب)، واقترح أن تجري الحكومات الغربية محادثات مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، تمامًا كما تفاوضت الحكومة البريطانية مع الجيش الجمهوري الأيرلندي من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في أيرلندا الشمالية، وقد رفضت وزارة الخارجية البريطانية اقتراحه علنًا في حينها.
الدبلوماسي الانكليزي العتيق جونثان باول عاد مجددا الى مراكز التاثير اذ زار مساء اليوم الاربعاء العاصمة عمّان ليلتقي جلالة الملك عبد الله الثاني كمستشار للامن القومي البريطاني في حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر الذي عينه في المنصب في نوفمبر من العام 2024 بعد نجاحة في ادارة المفاوضات مع جزر موريشيوس بشأن نزاع السيادة على أرخبيل تشاغوس، علما انه كان مبعوثا بريطانيا الى ليبيا في العام 2014.
عودة الانكليزي جونثان تزامنت وعلى نحوعجيب مع انجازات حققها ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الامريكي و ادم بولر مبعوث شؤون الاسرى والمحتجزين، الذي التقى وفاوض قيادات حركة حماس مباشرة لينتهى الامر بالتوصل الى اتفاق افرجت فيه حركة حماس عن سراح الاسير الامريكي عيدان الكسندر يوم اول امس الاثنين.
المصادفات لاتكاد تنتهي فجوناثان باول مستشار الامن القومي البريطاني صادفة زيارته العاصمة عمّان اللقاء التاريخي بين احمد الشرع رجل القاعدة وحركة النصرة وتحرير الشام المطلوب امريكا بالرئيس الامريكي دونالد ترمب في المملكة العربية السعودية، التي سبقها لاجل الصدفة ايضا اتفاق بين حركة انصار الله الحوثية والولايات المتحدة لوقف المواجهات في البحر الاحمر.
يبدو ان رؤية جونثان التي تم رفضت علنا في العام 2008 اصبحت مقبولة علنا في العام 2025، ومطبقة على ارض الواقع ما يجعل من سيرة الرجل الانكليزي وتحركاته في المنطقة محط اهتمام وتتبع.