كمين “أسود المنطار”.. تكتيك المقاومة يكسر وهم السيطرة في الشجاعية

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

السبيل – خاص

بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد جديدة من كمين نوعي نفذته شرق مدينة غزة في حي الشجاعية، أُطلق عليه اسم “أسود المنطار”، استهدف قوة مشاة ودبابات للاحتلال الإسرائيلي خلال محاولة توغل ليلي في الحي.

 

وبحسب ما ظهر في التسجيل المصور؛ فإن مقاتلي القسام استخدموا تكتيكات دقيقة، أبرزها الاشتباك من مسافة صفر داخل مبنى سكني، تنفيذ عمليات قنص مباشرة، واستهداف آليات التعزيزات بعبوات ناسفة وقذائف صاروخية، ما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين على الأقل، وإصابة آخرين.

 

حرب مدن تُدار بذكاء تكتيكي

 

يُظهر كمين “أسود المنطار” كيف استطاعت المقاومة تحويل أزقة الشجاعية إلى ساحة قتل دقيقة ومباغِتة، وهو ما يعكس تطوراً ملحوظاً في قدراتها على القتال في البيئات الحضرية. فالمعركة لم تتم في مواجهة مكشوفة، بل داخل حيز سكني معقد، حيث تتفوق المقاومة في معرفة الأرض والتحرك الهادئ، وتستفيد من الأنفاق والشبكات الداخلية لعنصر المفاجأة.

 

ويُبرز الكمين أيضاً استخدام القسام لتكتيك “الضربة المزدوجة”: استهداف القوة المتوغلة أولاً، ثم قطع طريق النجدات عبر ضرب آليات الإسناد القادمة من موقع ناحل عوز، في رسالة واضحة بأن المقاومة لا تكتفي برد الفعل، بل تُدير معركة متعددة المستويات.

 

كما أظهر التسجيل قدرة المقاتلين على التمركز وإطلاق النيران من نقاط سيطرة داخل المنازل، إضافة إلى تنفيذ عملية قنص أدت إلى تفجير خوذة جندي، ما يعكس تدريباً عالياً، وقدرة على التنقل السريع، رغم تفوق الاحتلال في التغطية الجوية والتقنية.

 

المقاومة تكسر وهم السيطرة

 

في الوقت الذي يُعلن فيه الاحتلال السيطرة على معظم أحياء مدينة غزة وتوغله في الشجاعية، تأتي عمليات نوعية مثل “أسود المنطار” لتؤكد أن التقدم العسكري لا يعني بالضرورة فرض السيطرة، وأن وجود الجيش في حي لا يمنع من اختراقه وتكبيده خسائر فادحة.

 

ويندرج هذا الكمين ضمن سلسلة من العمليات التي تنفذها المقاومة منذ أسابيع، لتعزيز معادلة استنزاف طويلة المدى، تقوم على الضربات الخاطفة والمتنقلة، وتستهدف تفكيك الثقة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، الذي يقاتل منذ شهور دون تحقيق “صورة نصر” واضحة.

 

وفي السياق الأوسع؛ الكمين رسالة سياسية بليغة: المقاومة ما زالت تمتلك القدرة على العمل الميداني المنظم، حتى بعد أكثر من 7 أشهر من الإبادة الجماعية والدمار الهائل في غزة. وهذا يُعيد تصويب الرؤية حول “صمودها”، ليس كشعار دعائي، بل كمعطى عملي متواصل على الأرض.

 

مقاومة تتطور تحت النار

 

اللافت أن هذه العمليات تتم في ظل واقع إنساني وعسكري خانق، مع حصار محكم، وقصف متواصل، ودمار واسع شمل البنية التحتية والمراكز الأمنية. ورغم ذلك؛ يُثبت الكمين أن المقاومة لا تعمل بردة فعل، بل وفق منهج عملياتي مدروس يدمج بين الاستطلاع، الرصد، التنفيذ، والتوثيق الإعلامي.

 

ما جرى في الشجاعية ليس حادثاً معزولاً، بل جزء من منظومة دفاعية هجومية تستهدف تحويل كل توغل بري إلى فخ دموي، وإبقاء الاحتلال في دائرة الاستنزاف والتآكل البطيء.

 

وتجدر الإشارة إلى أن كمين “أسود المنطار” أعاد تذكير الاحتلال والعالم بأن غزة، رغم ما تتعرض له من تدمير وتجويع، ما زالت قادرة على القتال والرد والمباغتة. ففي زمن يسعى فيه الاحتلال لفرض واقع استسلامي على الأرض؛ تخرج الشجاعية لتقول: الميدان لا يزال مفتوحاً.. والمفاجآت لم تنتهِ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق