في زمن كانت فيه الأضواء تتراقص على أنغام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وتتألق السندريلا سعاد حسني بجمالها الأخاذ، نسجت الشائعات قصة حب أسطورية بين النجمين، ظلت لغزاً يحير الجمهور لعقود، هل كانا مجرد عاشقين في عالم الفن، أم جمعتهما رابطة زواج سرية؟، حتى كشفت أسرة عبد الحليم حافظ بعد ما يقرب من نصف قرن على رحيلهما، النقاب عن وثيقة نادرة بخط يد سعاد حسني، زعمت أنها تضع حداً لهذا الجدل الأبدي.
وأثارت أسرة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، المعروف بالعندليب الأسمر، ضجة كبيرة عندما نشرت عبر صفحاتها الرسمية على «فيسبوك» وثيقة نادرة قالت إنها بخط يد الفنانة الراحلة سعاد حسني، هذه الوثيقة، التي وصفت بأنها «خطاب غرامي»، جاءت لترد على شائعات استمرت لعقود حول زواج سري بين النجمين.
ووفقاً لمحمد شبانة، نجل شقيق عبد الحليم، فإن الخطاب كتبته سعاد حسني بعد قرار العندليب «إنهاء علاقة حب بريئة في بداياتها»، مؤكداً أن العلاقة لم تتجاوز الإعجاب العاطفي ولم تصل إلى الزواج، سواءً رسمياً أو عرفياً.
وقال شبانة في منشور على صفحة العائلة الرسمي على «فيسبوك»، «عدى على وفاتك يا حليم حوالى نصف قرن والناس لسه بتسأل هل الإشاعة عن جوازك حقيقية ولا لأ؟.. يا حليم أنت أعظم واحد غنيت للحب ومن وجهة نظري ده كان بسبب حرمانك منه من أول حب الأم اللي اتحرمت منه يوم ولادتك لحد الحرمان من حب الزوجة والأبناء».
ونشر خطاب «صفحة واحدة من سطور قليلة»، يعبر عن مشاعر سعاد حسني العميقة وألمها العاطفي بعد انتهاء علاقتها بعبد الحليم، تصف فيه نفسها بأنها «أتعس مخلوقة على وجه الأرض» لكنها لا تذكر أي إشارة إلى زواج، مما استندت إليه أسرة عبد الحليم لنفي الشائعات.
ونشرت الأسرة الوثيقة بعد التحقق من خط يد سعاد حسني، وفق ادعاء الأسرة، التي دعت الجمهور لمقارنة الخط مع رسائل أخرى لها، ومع ذلك، أثارت الوثيقة جدلًا بسبب استخدام «كوركتور» (مزيل حبر) في أجزاء من النص، وبسبب حالة الورقة الناصعة البياض التي لا تبدو متأثرة بمرور الزمن، مما دفع البعض للتشكيك في أصالتها.
وقالت أسرة العندليب عبد الحليم حافظ إن نشر الخطاب جاء للدفاع عن سمعة عبد الحليم، مشيرة إلى أن تركيزه كان على فنه وأسرته، وأن مرضه المزمن (البلهارسيا) منعه من الزواج لتجنب إلحاق الضرر بشريكة حياته.
نص الوثيقة
ويقول النص المكتوب بخط يد الفنانة سعاد حسني:
حبيبي حليم،
"حاولت أن أنام حاولت أن أنام وأنا أقنع نفسي
أنك لابد أنك ستتصل بي خصوصا بعد أرجو أنك
تخليني أكلمك كده زي ما بتكلم
وصلتني للعربية بتاعتي نص توصيله كنت فاكره
إنك ضروري حتكلمني في التلفون أول ما توصل
أخبار ذات صلة
بعد ما تكون وصلت مفيد ولكنك لم
تتصل بي ولم تفكر في
حليم أنا لا أدري ماذا أفعل إنني في قمة العذاب
إنني أبكي وأنا نائمة أبكي ليلا نهارا ولا أحب
أن ترى دموعي لأنني أحبك ولا أريدك تكرهني
ولماذا تكرهني بعد أن كنت تحبني الآن
تقول لكل الناس أنا لا أحبها ولكني
أحبك يا حليم. ماذا أفعل قل لي يا حليم
إنني أصبحت حقيقة يا حليم أتعس مخلوقة على وجه الأرض".
وكان المنتج محمد شبانة نجل شقيق المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، قد أعلن حصوله على مستند رسمي يؤكد أن العندليب الأسمر لم يتزوج من الفنانة سعاد حسني مثلما ادعى البعض.
شائعات على مدار عقود
وتعد علاقة عبد الحليم حافظ وسعاد حسني من أكثر القصص الغامضة في تاريخ الفن العربي، وبدأت الشائعات في الستينات بعد تعاونهما في فيلم «البنات والصيف» (1960)، الذي كان العمل السينمائي الوحيد الذي جمعهما، وفي عام 2016، نشرت جنجاه عبد المنعم، شقيقة سعاد حسني، وثيقة زواج عرفي زعمت أنها تعود لعام 1960، وقالت إن الزواج تم بحضور شيخ الأزهر حسن مأمون، وبشهادة الفنان يوسف وهبي والإعلامي وجدي الحكيم، مؤكدة أن الزواج استمر 6 سنوات ونصف، لكنه ظل سرياً بسبب رفض أسرة عبد الحليم لسعاد بسبب كونها «فنانة لعوب»، وفق وجهة نظرهم.
وفي عام 2016 أيد الإعلامي مفيد فوزي وجود زواج سري في مداخلة عام 2016، مدعياً أنه شهد توقيع العقد، لكن أسرة عبد الحليم، ممثلة بمحمد شبانة وزينب عبد القادر (ابنة شقيقته)، نفت ذلك بشدة، مستندة إلى تسجيلات لعبد الحليم نفسه ينفي فيها زواجه، وإلى كتابه «حياتي» الذي أكد فيه حبه لسعاد دون زواج.
0 تعليق