مايو 18, 2025 7:31 م
كاتب المقال : علي سعادة

كل ما يخرج إلى العلن من تصريحات حول قطاع غزة وصفقة تبادل ومفاوضات لإنهاء الحرب ودخول المساعدات يخرج من فوهات قادة صهاينة اعتاد العالم على كذبهم وتضليلهم ونشرهم روايات مختلقة ومصنعة بروح صهيونية أصيلة تتقن التدليس.
مطبخ بنيامين نتنياهو السياسي يزعم بأن الفريق الإسرائيلي للتفاوض في العاصمة القطرية الدوحة “يعمل على استنفاد كل الفرص للتوصل إلى صفقة، سواء وفق مخطط ويتكوف أو في إطار وقف القتال، والذي يشمل إطلاق سراح جميع المختطفين، ونفي مقاتلي حماس، ونزع سلاح القطاع”.
ووفق صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية فإنها “المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن إمكانية إنهاء الحرب” ضمن صفقة شاملة، بغض النظر عن الشروط التي وضعها لذلك.
مخطط سبق أن طرحه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط قبل نحو شهرين ونصف ينص على إطلاق سراح 10 أسرى أحياء ونصف الأسرى القتلى، وذلك شرطا للدخول في مفاوضات ووقف إطلاق النار لمدة 45 يوما، دون تعهد بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه حركة حماس.
كل هذه الخزعبلات الصهيونية والحديث عن المفاوضات في الدوحة تستمر بينما الجيش الإسرائيلي يقوم بتوسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة “عربات جدعون” التي تهدف إلى احتلال كامل غزة.
وتتجاهل تلك العملية العسكرية مطلب حركة حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، كأسس لإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى.
و تعتزم مؤسسة إغاثة تدعمها الولايات المتحدة بدء العمل في غزة يوم السبت القادم، وذلك بموجب خطة لتوزيع المساعدات، أثارت انتقادات أممية ودولية ومن مؤسسات إغاثة لأنها تتضمن قيام شركات خاصة وليس الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بتوزيع المساعدات من عدد محدود مما يسمى بـ”مواقع التوزيع الآمنة”، والتي ستكون في جنوب غز وتحت أشراف جيش الاحتلال.
وستدير “مؤسسة إغاثة غزة”، التي جرى إنشاؤها حديثا، العملية.
وستشارك شركة الأمن الأمريكية (يو.جي سوليوشنز) وشركة (سيف ريتش سوليوشنز) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا وتعمل في مجال الخدمات اللوجستية والتخطيط في عمليات المؤسسة.
وقراءة ما بين أسطر هذا المشروع الذي صاغه الصهاينة والأمريكان دون مشاركة فلسطينية أو عربية أو أممية يهدف إلى تفريغ شمال ووسط قطاع غزة وذلك في حصر المساعدات بجنوب القطاع، والتحكم في طريقة ونوعية وكمية ما يوزع من مساعدات. بمعنى أخر عملية تقنين وتنظيم للمجاعة وتحويلها إلى لعب سياسية وعسكرية وليس إنهاء لها، وإدارة للمعاناة الفلسطينية، وإبقاء سكان غزة أحياء يتنفسون فقط تمهيدا لتهجيرهم وفقا لخطة ترامب الموءودة (الموؤودة) بإذنه تعالى تحت نيران المقاومة والصمود البطولي لشعب غزة .
0 تعليق