(CNN) -- بعد ما يزيد قليلًا عن 24 ساعة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيتولى منصبًا آخر كمستشار مؤقت للأمن القومي، يعمل البيت الأبيض جاهدًا على تحديد كيفية موازنة روبيو بين جميع هذه المهام.
ويُعزى غياب الإجابات حول كيفية أداء روبيو لهذا المنصب، جزئيًا على الأقل، إلى سرعة اتخاذ القرار صباح الخميس، فبينما بدأت وسائل الإعلام بالحديث عن عزم ترامب لإقالة مايكل والتز من منصب مستشار الأمن القومي وترشيحه سفيرًا لدى الأمم المتحدة، لم يُقرر فريق ترامب بعدُ تعيين روبيو بديلًا له، وفقًا لما ذكره عدة أشخاص مطلعين على القرار لشبكة CNN.
وأضافوا أن البيت الأبيض يحاول الإجابة على سلسلة من الأسئلة المهمة مثل هل سينتقل روبيو إلى مكتب والتز السابق في الجناح الغربي؟ هل سيُعيّن موظفين جددًا للعمل في فريق الأمن القومي؟ وما الصلاحيات التي سيُسلمها إلى نائبه كريس لاندو بالنسبة لوزارة الخارجية؟
والسؤال الأكثر أهمية: هل ستتضرر مكانة الولايات المتحدة وأمنها الدوليان إذا كان كبير مستشاري الرئيس للشؤون الخارجية هو أيضًا كبير مستشاريه لشؤون الأمن القومي؟ قد يكون القيام بكلا المنصبين صعبًا للغاية، خاصةً لرئيس معروف بتسرعه في اتخاذ القرارات السياسية.
وشغل هنري كيسنجر المنصبين من 1973 إلى 1975، لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين يقولون إن التحديات العالمية اليوم لا تُقارن بما واجهته واشنطن قبل عقود.
ويعتقد أقرب مستشاري ترامب أن روبيو سيشغل المنصب لفترة مؤقتة فقط، إذ يدرس ترامب بديلًا أكثر ديمومة.
وقال شخص تحدث معه إن روبيو يستعد للبقاء في المنصب لمدة تصل إلى 6 أشهر، مع أن ذلك قد يتغير دائمًا بناءً على مطالب ترامب.
وقال بريت ماكغورك، الذي عمل في العديد من مجالس الأمن القومي، وكان آخرها منسق الرئيس السابق جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط: "وظيفة مستشار الأمن القومي تُشبه أهم وظيفة في واشنطن، ومختلفة تمامًا عن وظيفة وزير الخارجية، وروبيو لا يستطيع القيام بكلتا الوظيفتين، لذا، في الوقت الحالي، ما لم يُقرر روبيو تفويض نائبه كريس لاندو في وزارة الخارجية، فليس لدينا مستشار للأمن القومي، هذه وظيفة بدوام كامل".
وعلى عكس والتز، يحظى روبيو بالفعل بدعم من كبار المسؤولين في البيت الأبيض. وقد ازداد إعجاب ترامب والأشخاص الذين يستمع إليهم أكثر من غيرهم، مثل كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز ونائب الرئيس جيه دي فانس، بروبيو في الأشهر الأخيرة، وفقًا لـ4 مصادر مطلعة.
وكشف ترامب عن ذلك قبل لحظات من إعلان روبيو عن منصبه الجديدن فبينما كان يقف في حديقة الورود لإلقاء خطاب عن الإيمان صباح الخميس، قال مازحًا: "عندما أواجه مشكلة، أتصل بماركو. فهو من يُحلها".
ويُظهر هذا الثناء العلاقة الوثيقة التي تطورت بينهما خلال ولاية ترامب الثانية، ومدى اعتماد الرئيس على روبيو في التعامل مع أكثر قضايا إدارته الجديدة حساسية.
وبالإضافة إلى هذين المنصبين، عيّن ترامب روبيو في منصب أمين الأرشيف الوطني ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالإنابة.
لكن المطالب على روبيو تتراكم لم يتبقَّ سوى 10 أيام للتحضير لزيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات، وهناك مفاوضات مطولة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وهناك مفاوضات لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس"، وجهود مستمرة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وسيشارك روبيو في جميع هذه القضايا في كلا المنصبين، ولكن بأداء أدوار مختلفة.
وذكر مسؤول في البيت الأبيض أن العمل في كليهما في الوقت نفسه أمرٌ يكاد يكون مستحيلاً.
ومع ذلك، يبدو روبيو سعيدًا بهذه المهمة، كما يقول مقربون منه، ليس فقط لأنها ستتيح له قضاء المزيد من الوقت في واشنطن، بل ستعزز أيضًا من قربه من ترامب.
فبينما كان روبيو يزور البيت الأبيض يوميًا تقريبًا، إلا أنه كان غالبًا ما كان يتواجد في الطابق السفلي بين اجتماعاته مع ترامب، و مكّنه هذا الموقع من البقاء بالقرب من مركز الثقل.
والآن، يُضفي منصبه المؤقت الجديد طابعًا رسميًا على وجوده في الجناح الغربي.
وجاء إعلان ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي حول تغيير الموظفين بمثابة مفاجأة، ليس فقط للمسؤولين في البيت الأبيض، بل أيضًا في جميع وزارة الخارجية.
وكانت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، تُقدّم إحاطة إعلامية فور وصول الخبر، عندما سألتها شبكة CNN عن مدة خدمة روبيو في كلا المنصبين، أقرّت بأنها المرة الأولى التي تعلم فيها بذل، و
قالت بروس: "لقد سمعت هذا منك للتو"، لكنها أضافت أن روبيو ما كان ليقبل الوظيفة لو لم يعتقد أنه قادر على القيام بها.
وذكرت مصادر في وزارة الخارجية أن بعض كبار موظفي روبيو كانوا يعقدون اجتماعات عند ورود الخبر يوم الخميس، وأضافت المصادر أن التوقيت غير المتوقع للإعلان دفع الوزارة إلى البحث بجدية طوال اليوم لتحديد كيفية عمل الهيكل الجديد من حيث اللوجستيات والمسؤوليات.
ويواجه العاملون تحت قيادة والتز أيضًا حالة من عدم اليقين بشأن ما سيحدث لاحقًا، وأفادت 3 مصادر مطلعة أن نائب والتز، أليكس وونغ، ظل في مجلس الأمن القومي يوم الجمعة على الرغم من التكهنات السابقة بإقالته.
وونغ، الذي لم يعمل عن كثب مع روبيو في الماضي ولكنه أصبح يعرفه جيدًا في الأشهر الأخيرة، سيبقى في منصبه مؤقتًا للمساعدة في الإشراف على انتقال السلطة من والتز إلى روبيو.
وأفادت مصادر في الكونغرس أن نائب مستشار الأمن القومي يحظى باحترام الجمهوريين في الكونغرس، بمن فيهم السيناتور توم كوتون، حليف ترامب، الذين قدموا مبادرات شخصية لترامب في الأسابيع الأخيرة في محاولة لضمان احتفاظ وونغ بمنصبه.
وونغ من بين موظفي مجلس الأمن القومي الذين استهدفتهم لورا لومر، الناشطة اليمينية المتشددة التي زعمت سابقًا أن أحداث 11 سبتمبر/ أيلول كانت عملية داخلية، وقد شككت علنًا في ولائه لترامب وانتقدته سرًا ووصفته بأنه "معارض لترامب".
ومع ذلك، صرّح مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN بأن بعض الموظفين كانوا قلقين من أن المزيد من الاستقالات والفصل من العمل ستتبع إقالة والتز، مشيرين إلى الخوف وعدم اليقين اللذين يصاحبان مثل هذا التغيير الجذري، وقال المسؤول إن استمرار العمل "أمرا مستبعدا".
0 تعليق