الصحافة البحرينية في حضرة الرؤية الملكية

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يوم أمس، الثالث من مايو، احتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يمثّل لنا في مملكة البحرين، كإعلاميين وصحافيين ودولة ومجتمع، فرصة متجددة لتأكيد الثوابت الوطنية التي أرساها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وفي مقدمتها الإيمان العميق بأهمية حرية الرأي والتعبير، والدور الجوهري لها كشريك في نهضة الوطن وحارس لذاكرته وهويته.

إن رسالة جلالة الملك المعظم تجاوزت في مضمونها ومعناها الكلمات التقليدية، لتلامس جوهر العلاقة التي تربط الدولة بالصحافة، علاقة قوامها الاحترام المتبادل، والرغبة الصادقة في بناء فضاء إعلامي حر ومسؤول، يستلهم من الواقع الوطني نبضه ويعكس تطلعاته وتحدياته على السواء.

يرى جلالة الملك المعظم في الصحافة مرآة للمجتمع، لا تكتفي بعكس الصورة، بل تشارك في رسمها وصياغتها، لكونها شريكاً في المشروع التنموي الشامل، تواكب التطورات وتوثق الإنجازات، وتسلط الضوء على القيم الإنسانية التي يقوم عليها المجتمع.

الرسالة الملكية حملت في طياتها أيضاً إشادة واضحة بالصحافة الوطنية، التي أثبتت، على مدى عقود، أنها جديرة بالثقة الملكية، وقادرة على التكيّف مع العصر الحديث دون تفريط في المبادئ المهنية، فتقدمت بثقة في مجال الإعلام الرقمي ومواكبة للتطورات التكنولوجية، دون أن تفقد بوصلة المصداقية ولا حرصها على الموضوعية.

وفي لمسة إنسانية نبيلة؛ امتدت كلمات جلالة الملك المعظم لتثمن الجهود الفردية والجماعية التي يقوم بها الصحفيون، مؤكدة على مكانتهم كمثقفين وصُنّاع رأي وأمناء على الكلمة، في زمن باتت فيه الحقيقة تُستباح بسهولة، حيث عبّر جلالته عن اعتزازه بجيل الروّاد من الإعلاميين، وبدورهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وبتضحياتهم في سبيل الحرية، مشيراً إلى أهمية مواصلة دعم الطاقات الشابة، ورعايتها لتكون الامتداد الطبيعي لمسيرة العطاء.

لم تغب الأبعاد الدولية عن الرسالة؛ حيث ثمّن جلالته جهود «اليونسكو» في تعزيز حرية الصحافة على مستوى العالم، وتوظيف التقنيات الحديثة لما فيه خير المجتمعات، مشيراً إلى الشراكة البنّاءة بين البحرين والمنظمات الدولية في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، مما يضع البحرين في قلب المشهد العالمي كدولة تحتضن حرية التعبير وتحترم الكلمة المسؤولة.

الرسالة الملكية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، كانت خريطة طريق تؤكد أن حرية الصحافة في البحرين خيار وطني أصيل، يعكس ثقة القيادة في وعي المجتمع، وإيمانها بأن الكلمة الحرة، حين تلتزم بالمسؤولية، تصبح طاقة تنوير وبناء لا تهديداً أو خصومة.

وهكذا، يبقى الحبر الذي يسيل على أوراق صحافتنا البحرينية جزءاً من قصة وطن، يكتبها أبناؤه كل يوم، بصدق الكلمة، وحرارة الانتماء، وإرادة التطوير، مستلهمين من رؤية جلالة الملك، الأفق الذي لا حدود له، لوطن يستحق الأفضل دائماً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق