سقوط جسر واشنطن

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية مجموعة من المتغيرات على أصعدة عدة ومنها الهجوم الأمريكي المكثف على ميليشيا الحوثي الإرهابية أضف إلى ذلك الهجمات الإسرائيلية على سوريا والتمدد في غزة، علاوة على ذلك بعض الأحداث مثل حريق ميناء رجائي في ميناء بندر عباس، ومحطة الكهرباء «منظر قائم» في كرج غرب طهران.

ويأتي ذلك تماشياً مع حيثيات أخرى كتأجيل جولة المفاوضات الرابعة بين أمريكا وإيران بشأن الاتفاق النووي، وإقالة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض مايكل والتز وتعيين بالإضافة إلى أعماله وزير الخارجية ماركو ربيو منصب مستشار الأمن القومي.

ومن خلال ربط المعطيات، وخاصة التقارير الصادرة بشأن 100 يوم عمل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي جاءت ليست بالمستوى المرضي مقارنة بالوعود التي أدلى بها ترامب عبر حملته الانتخابية، فإنه يسعى لتغيير الصورة العامة بحيث إن الهدف من الإقالة مستشار الأمن القومي هو توحيد الخطاب العسكري والدبلوماسي، ويلغي التصادم الذي حدث في الفترة الماضية بالتحديد في التعامل في ملفات الشرق الأوسط والأزمة الأوكرانية.

ومن هنا نأتي لمربط الفرس للإدارة الأمريكية، بأنها تعيد ترتيب الأوراق من جديد، بحيث تعمل على أن تكون خطواتها القادمة متوائمة مع المتغيرات التي حدثت، فالتعامل مع الحوثيين وإيران وروسيا، يحتاج إلى طريقة ذات أكثر جدوى يمكن التأثير من خلالها على طاولة المفاوضات.

ولذلك، فإن الطريقة التي تتعاطها الإدارة الأمريكية مع القضايا المرتبطة معها مباشرة أو غيرها تحتاج إلى إظهار الأسلوب الكلاسيكي القديم القائم على إبراز القوة العسكرية كنهج عمل في السياسة الخارجية.

خلاصة القول، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ يرى أن أسلوب التفاوض مع العقوبات الاقتصادية وزيادة التعريفات الجمركية ليس لها نفع من دون جعل ميزان القوى العسكرية حضوراً في ذلك، مما يعني أن البيت الأبيض ينوي المضي في سياسة الحرب الباردة التي كانت معياراً أساسياً في جلب الحلفاء، ولكن كل ذلك وفق المشهد العام قد يتغير في حال وجدت القوى المناهضة لأمريكا أن اتحادهم قد يمثل سقوط جسر واشنطن وظهور جسر سور الصين العظيم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق