أوروبا تدعو روسيا لقبول هدنة من 30 يوما وتهددها بعقوبات "قاسية"

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

موسكو.كييف":

ندد الكرملين اليوم بموقف أوروبي "صدامي" حيال روسيا، ولكن من دون أن يرد في شكل مباشر على الإنذار الذي وجهه حلفاء كييف لإجبار موسكو على القبول بوقف لإطلاق النار في أوكرانيا يستمر ثلاثين يوما.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "نسمع تصريحات متناقضة من جانب أوروبا. إنها تركز في شكل عام على المواجهة أكثر من تركيزها على مبادرات تهدف الى إحياء علاقاتنا في شكل أو في آخر".

وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن الكرملين اتهم الدول الأوروبية اليوم بالإدلاء بتصريحات متناقضة وتصادمية، وذلك بعد أن أيد زعماء أوروبيون خطة أمريكية لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا وهددوا روسيا بعقوبات "ضخمة" إذا لم تلتزم.

ودعمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم وقف إطلاق النار المقترح غير المشروط لمدة 30 يوما في أوكرانيا.وقالت إن الاتحاد الأوروبي مستعد لفرض مزيد من العقوبات القاسية على روسيا في حال خرق وقف إطلاق النار.

وكتبت فون دير لاين على منصة التواصل الاجتماعي إكس "الكرة الآن في ملعب روسيا".

وأضافت "نحن مستعدون لمواصلة الضغط القوي على روسيا وفرض مزيد من العقوبات القاسية في حالة خرق وقف إطلاق النار".

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من كييف اليوم أن الولايات المتحدة ستتولى، مع مساهمة أوروبية، الاشراف على التزام وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي تقترحه أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة بريطانيا وألمانيا وبولندا، إن البلدان المنضوية في "تحالف الدول الراغبة" الداعمة لكييف، "قررت دعم وقف إطلاق النار" لمدة 30 يوما "مع إشراف توفره الولايات المتحدة بشكل أساسي"، على أن "يساهم (في ذلك) كل الأوروبيين". وحذّر ماكرون روسيا من أنه "في حال انتهاك وقف إطلاق النار هذا، اتفقنا على إعداد عقوبات هائلة ومنسّقة بين الأوروبيين والأميركيين".

كما حذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس روسيا من أنها ستواجه عقوبات أكثر تشددا بكثير إذا رفضت وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا مدته 30 يوما يطالب به الغرب، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "بيلد" ونشرتها اليوم.

وقال ميرتس الذي يزور كييف مع قادة فرنسا وبريطانيا وبولندا إنه في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهدنة، "فسيكون هناك تشديد هائل للعقوبات وستتواصل المساعدات الكبيرة المقدّمة لأوكرانيا، السياسية طبعا، ولكن أيضا المالية والعسكرية".

وأضاف "نتفق مع الحكومة الأميركية، مع (الرئيس) دونالد ترامب (في هذه المسألة). نطالب بوقف إطلاق للنار لثلاثين يوما حتى يتسنى التحضير لمفاوضات السلام خلال هذه الفترة". موضحا أن "الكرة الآن في ملعب بوتين، وعليه أن يردّ على هذا العرض".

وتعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، هي المرة الأولى التي يسافر فيها قادة الدول الأربع معا إلى أوكرانيا.

وقال القادة الأربعة في بيان مشترك "إلى جانب الولايات المتحدة، ندعو روسيا إلى الموافقة على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوما لإتاحة فرصة للمحادثات بشأن سلام عادل ودائم".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي نيوز) إن روسيا ستشترط وقف إمدادات الأسلحة الأمريكية والأوروبية إلى أوكرانيا خلال أي وقف محتمل لإطلاق النار.وأضاف بيسكوف "وإلا فسيكون ذلك ميزة لأوكرانيا. ستواصل أوكرانيا التعبئة الشاملة، وسترسل قوات جديدة إلى الخطوط الأمامية".

وتابع "ستستغل أوكرانيا هذه الفترة لتدريب عسكريين جدد ومنح قسط من الراحة لعسكرييها الحاليين. فلماذا نمنح أوكرانيا هذه الميزة؟".

وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا وأوكرانيا الجمعة على "إنهاء هذه الحرب "، واقترح وقفا لإطلاق النار لمدة 30 يوما قالت أوكرانيا إنها مستعدة للموافقة عليه.لكن بيسكوف خلال المقابلة أعاد تأكيد المخاوف الروسية التي تحدث عنها بوتين في 13 مارس وتناولها خلال اتصال هاتفي مع ترامب في 18 من الشهر نفسه.

وقال بيسكوف "أيد الرئيس بوتين وقف إطلاق النار، لكنه طرح عدة أسئلة. وقال إن لدينا حاليا آليات معينة على الجبهة، والقوات الروسية تتقدم، وتتقدم بثقة تامة".وأضاف "إذا تحدثنا عن وقف إطلاق النار، فماذا سنفعل مع شحنات الأسلحة التي ترسلها كل يوم الولايات المتحدة والدول الأوروبية؟".

وأكدت تعليقات بيسكوف عدم وجود تغيير في موقف روسيا حيال وقف إطلاق النار منذ منتصف مارس . وخلال تلك الفترة، أبدى ترامب، الذي مارس سابقا ضغوطا شديدة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نفاد صبره تجاه روسيا وتساؤل عما إذا كان بوتين "يخدعني"ونفى بيسكوف ذلك، وقال إن أوكرانيا هي التي ترفض الدخول في مفاوضات مباشرة.

وأضاف "يبذل الرئيس بوتين كل ما في وسعه لحل المشكلة، والتوصل إلى تسوية سلمية ودبلوماسية. لكن لعدم وجود وسائل سلمية ودبلوماسية متاحة، علينا مواصلة العملية العسكرية".

وقال بيسكوف إن روسيا تأمل في أن تساعد وساطة ترامب في منح "مزيد من المرونة ومن الإرادة السياسية والحكمة لنظام كييف".

في غضون ذلك ذكرت روسيا اليوم أن القتال دار في أربع مناطق بأوكرانيا على الرغم من وقف إطلاق نار من جانب واحد أعلنته موسكو قبل أيام قليلة، قائلة إن قواتها اضطرت للرد على الهجمات الأوكرانية.

وتقول أوكرانيا إن روسيا واصلت مهاجمتها، ووصفت وقف إطلاق النار بأنه مسرحية هزلية، ولم تنضم كييف إلى الهدنة، لكنها دعت إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين المتحاربين على الموافقة عليه.

ولم يتسن التحقق من روايات أيٍ من الجانبين حول ما يجري في ساحة المعركة. وانتهى عند منتصف ليل السبت سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة 72 ساعة بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر على ألمانيا النازية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قواتها ملتزمة بوقف إطلاق النار، وهو ما تنفيه كييف. كما تقول موسكو إن القوات لا تزال عند الخطوط التي سيطرت عليها سابقا إلا أنها ترد على "الانتهاكات" التي ترتكبها أوكرانيا.

وذكرت الوزارة أن قوات كييف شنت هجمات في مناطق سومي وزابوريجيا وخيرسون في أوكرانيا وبالقرب من 12 موقعا سكنيا في منطقة دونيتسك، وقالت إن القوات الروسية صدتها.

وذكر جندي أوكراني جريح في مستشفى ميداني بمنطقة زابوريجيا لرويترز مساء أمس الجمعة أنه "لا يوجد وقف لإطلاق النار" ولم يتغير شيء. وأضاف "استمر القصف كما كان من قبل، والطائرات المسيرة تحلق كما كانت من قبل".

وقال البيان الروسي أيضا إن أوكرانيا حاولت أربع مرات اقتحام الحدود ودخول منطقتي كورسك وبيلجورود الروسيتين، لكنه لم يحدد توقيت حدوث ما يقول إنها محاولات للتوغل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق