جنت على نفسها واشنطن

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران على السلطة الشرعية في اليمن عام 2014، دخلت اليمن في دوامة من العنف والدمار، شملت كافة الجوانب السياسية والإنسانية والاقتصادية، ومع تفاقم التهديد وتمدّد نحو المحافظات اليمنية، طلبت الحكومة اليمنية الشرعية في مارس 2015 تدخلاً عربياً من الأشقاء لإنقاذ البلاد، وهو ما أفضى إلى تشكيل تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تُتيح للدول الدفاع عن نفسها بطلب من الحكومة الشرعية.

استجابت دول التحالف لدعم الشرعية اليمنية ووقف الانقلاب الحوثي الذي جرّ البلاد إلى الفوضى. كانت النوايا واضحة ومُعلَنة (إعادة مؤسسات الدولة)، حماية وحدة اليمن، والتصدي للتدخلات الإيرانية التي غذّت المشروع الحوثي عبر التسليح، التدريب، والدعم السياسي والإعلامي.

وبحلول منتصف عام 2018، كانت القوات اليمنية المشتركة، بدعم التحالف، قد حقّقت تقدّماً كبيراً على جبهات الساحل الغربي، ووصلت إلى مشارف مدينة الحديدة الاستراتيجية. وكان من شأن تحرير الحديدة أن يقطع شريان الدعم العسكري والمالي للحوثيين، عبر الميناء الذي يستخدم لتهريب السلاح الإيراني وتحصيل الجبايات، وإنهاء آخر حصون التمرّد والخيانة.

غير أن هذه اللحظة الفاصلة واجهت اعتراضاً شديداً من بعض القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بذريعة أن العملية العسكرية قد تؤدي إلى كارثة إنسانية، باعتبار الحديدة نقطة دخول رئيسة للمساعدات.

وعندما ترفع بعض العواصم الغربية شعارات حقوق الإنسان، فإنها في الحقيقة تُخفي تحتها صفقات سياسية ملوّثة بالحسابات الإقليمية والمصالح المزدوجة.. فحقوق الإنسان في اليمن توقفت عند بوابة الحديدة!وفي ديسمبر 2018، جرى توقيع (اتفاق ستوكهولم) برعاية غربية، بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، وشمل بنوداً تتعلق بوقف إطلاق النار في الحديدة، وإعادة الانتشار من الموانئ، وتبادل الأسرى. لكن الاتفاق لم يُنفّذ كما أُعلن، وبقي الحوثيون متمسكين بمواقعهم، في حين التزمت القوات اليمنية بالتهدئة.

وبينما كان يُفترض أن يكون الاتفاق مدخلاً لحل شامل، تحوّل إلى أداة لإطالة عمر الصراع، سمحت للحوثيين بإعادة تنظيم صفوفهم، وتطوير قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة، حتى باتوا اليوم يشكلون تهديداً مباشراً للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

لقد كانت معركة الحديدة فرصة حقيقية لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية، إلا أن التدخلات الدولية أحبطت هذا التحوّل الحاسم، وأبقت اليمن في دوامة المعاناة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق