loading ad...
بقلم: افرايم غانور
نهاية الحكومات في إسرائيل تبدأ بالتفكك الداخلي. هذه الحقيقة تعلمناها على مدى 77 من سنوات الدولة. هكذا وصلت حكومة مباي الأسطورية الى نهاية طريقها في 1977، هكذا سقطت حكومة الليكود بعد عصر مناحم بيغن، وهكذا سقطت أيضا حكومة كديما برئاسة ايهود أولمرت.اضافة اعلان
مؤشرات واضحة للتفكك تبدو هذه الأيام في حكومة نتنياهو. الصراعات الداخلية التي تترافق والتهديدات، كما رأينا وسمعنا مؤخرا بين يعقوب مردوغو، بوق ومقرب رئيس الوزراء نتنياهو وبين بضعة وزراء من الليكود كشفت ليس فقط سلوكا مشبوها كإجرامي، ظاهرا بل وهي مؤشرات واضحة لحكومة مريضة في مراحل تفكك أولى.
بالمقابل، من المهم التشديد على أنه، وإن كان الحريديم يبثون أزمة حكومة قبل التفكك، لكن من يعلق آمالا بالحريديم وبقانون التملص كمن سيدفع الحكومة الى نهاية طريقها، مخطئ. الحريديم سيكونون آخر من يسقط الحكومة لأنهم يعرفون بأن كل حكومة أخرى تقوم هنا لن تمنحهم أبدا ما حصلوا ويحصلون عليه.
لعل هذا يفاجئ الكثيرين، لكن من هو الأقرب لإسقاط حكومة نتنياهو هو بالذات رئيس الولايات المتحدة ترامب، الذي كان يعد حتى قبل ثلاثة أشهر في نظر نتنياهو ومرعييه "ملك المسيح" سيخلص الحكومة والدولة -في تحقيق "النصر المطلق" على حماس، في إعادة المخطوفين، والأهم، في تحييد إيران عن القدرة النووية، بالقوة أو بالعقل. نتنياهو ومؤيدوه آمنوا بأن ترامب سيعمل على "صفقة الألفية" التي ستجلب السعودية الى اتفاق مهم جدا مع إسرائيل.
أما في الواقع فكل شيء معاكس، وعمليا يعمل ضد نتنياهو وحكومته التي تتورط في قصوراتها وانعدام الوسيلة لديها.
في الواقع، يحشر ترامب نتنياهو في الزاوية بل ويعمل من خلف ظهره، يطبق ويدفع قدما بخطوات تتعارض ومصالح إسرائيلية مهمة. وعلى ما يبدو الأسوأ ما يزال أمامنا.
ترامب الذي سيعود لزيارته المرتقبة الى السعودية، قطر وأبو ظبي، سيكون ترامب آخر أقل إنصاتا بكثير لمشاكل إسرائيل.
وهكذا، سيحتدم وضع هذه الحكومة، وأساسا وضع رئيسها الذي وعد بالكثير جدا قبل الانتخابات الأخيرة. اليوم، حكومته لا تؤدي مهامها وهي تعمل على إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية في الوقت الذي يراكم فيه رجال الاحتياط مئات من أيام الخدمة، بعد أكثر من سنة ونصف من حرب لا نرى نهايتها.
إضافة الى الحرب وإلى موضوع المخطوفين، توجد على عتبة رئيس الوزراء مشاكل ثقيلة الوزن، كل واحدة منها فيها ما يؤدي الى إسقاط هذه الحكومة: غلاء المعيشة، صفقة الأميركيين مع إيران، الوضع الاقتصادي المحتدم، قضية قطر غيت التي يتورط فيها مكتب نتنياهو وغيرها. لكل هذا يتصدى في هذه الساعات نتنياهو، الذي يدير معركة أخيرة على مستقبل حكومته وعلى مستقبله. مؤشرات التفكك كفيلة بأن تدفع نتنياهو لأن يعتزل الحياة السياسية ويصل الى صفقة إقرار بالذنب.
0 تعليق