دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا تُعد ميغان ذي ستاليون غريبة عن المخاطرة على السجادة الحمراء، من فستانها البراق المستوحى من موضة أوائل عام 2000 الذي ارتدته بالعرض الأول للفيلم الموسيقي "Mean Girls" في عام 2024، إلى الفستان المتموج الذي يعانق الجسم من تصميم مصمم الأزياء الهندي غوراف غوبتا والذي اختارته لحفل توزيع جوائز الأوسكار في عام 2022، وتسريحة شعرها ثلاثية الطبقات في حفل "ميت غالا" الأسبوع الماضي، والتي استوحتها من إطلالة المغنية جوزفين بيكر.
لم تكن أمسية السبت في حفل "غولد غالا" استثناءً، إذ وصلت مغنية الراب الأمريكية إلى مركز الموسيقى في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية بإطلالة درامية من تصميم علامة الأزياء التي تتخذ من مدينة نيويورك مقرًا لها "Quine Li".
وقد جمعت الإطلالة بين عناصر من الزي الصيني التقليدي "qipao" أو "cheongsam"، مثل الياقة ونقشة الزهور، مع لمسات غير متوقعة – حلقتان ناعمتان ومنتفختان تحيطان بمنطقتي الصدر والورك، والدانتيل الأسود، فضلًا عن شق طويل يصل إلى الفخذ.

تقديراً لدعمها لمجتمعات الأمريكيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ من خلال تعاونات إبداعية، حصلت ميغان على جائزة "One House" خلال هذا الحدث السنوي الذي تنظمه منظمة "Gold House" غير الربحية، وهو احتفال بالمواهب من منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مجالات الترفيه، والأزياء، والتكنولوجيا، وغيرها،
قالت مؤسسة علامة الأزياء البالغة من العمر 32 عامًا، كواي لي، في مقابلة هاتفية مع CNN عن ارتداء مغنية الراب الأمريكية لتصميمها: "كنت متحمسة جدًا لأنني لم أكن متأكدة بنسبة 100% من أنها سترتديه".
أضافت: "عادةً ما يكون لدى (منسقي الأزياء) خطط بديلة، لذا كنت سعيدة للغاية، عندما تحقق ذلك"، لافتة إلى أنه لم يكن أمامها سوى أقل من شهر لتصميم الفستان.
وأوضحت المصممة المولودة في الصين أنه طلب منها ابتكار إطلالة تجمع بين الحداثة، واستحضار التصميم الآسيوي، وتعكس في الوقت ذاته شخصية المغنية الأمريكية.
كانت النتيجة عبارة عن فستان "qipao" تقليدي منحوت الشكل يميل إلى طابع الخيال العلمي، حيث تحيط بخصر ميغان حلقتان منحنيتان تكادان تكشفان عن جسدها لولا وجود نسيج رقيق من الدانتيل، وكأن الفستان قد تم تصويره بأشعة سينية.

استخدمت المصممة قماشًا من مجموعتها الأخيرة المستوحاة من الفراشة خطافية الذيل ودمجته مع التعبيرات الهندسية التي تميزت بها مسيرتها القصيرة والواعدة.
في مجموعتها الأوسع، لفتت المصممة إلى أنها تمزج خلفيتها في التصميم والموضة، وهوسها بالهندسة المعمارية، وتأثّرها بأجواء الثمانينيات الكلاسيكي، لتبدع تصاميم مستقبلية.
يتتبع زي "qipao" أصوله إلى العباءات التي كان يرتديها نبلاء شعب المانشو خلال عهد أسرة تشينغ، لكنه ازداد شهرة لاحقًا، ويُعزى الشكل المميز الذي يبرز القوام والذي نعرفه اليوم بشكل كبير إلى خيّاطي شنغهاي وحياة المدينة الليلية المتألقة في الثلاثينيات.
خلال العقود الأخيرة، وُجّهت اتهامات لعلامات تجارية غربية، سواء الراقية أو سريعة الإنتاج، بالاستيلاء الثقافي على هذا الزي، وقد واجه أشخاص من أصول غير آسيوية انتقادات عندما ارتدوا نسخًا منه، في حين جادل آخرون بأن ذلك يُعد مقبولًا ويُحتفى من خلاله بالثقافة الصينية.

وأشارت لي إلى أنه رغم أهمية وعي مصممي الأزياء بمسألة الاستيلاء الثقافي، إلا أنها ترى في ذلك "فرصة عظيمة للشعور بالفخر بالثقافة الآسيوية، خصوصًا في أمريكا"، وأعربت عن رغبتها في "تجربة شيء جريء جدًا، (يمكن أن يُعد) شكلًا من أشكال التقدير الثقافي أيضًا".

ارتدى العديد من المشاهير خلال حفل "غولد غالا" أزياء لمصممين آسيويين أو دمجوا عناصر ترمز إلى إرثهم الثقافي.
على سبيل المثال، ارتدت المغنية وكاتبة الأغاني الأيسلندية-الصينية لاوفي فستانًا فضيًا من تصميم هوى شان تشانغ، بينما أضاف نجم مسلسل "White Lotus" تايمي ثابثيمثونغ إلى بدلته وشاحا باللون العنابي المزين بتطريزات ذهبية.

عند استلامها للجائزة، قالت ميغان للجمهور: "احترامي وتقديري لثقافة منطقة آسيا والمحيط الهادئ يتجاوز الموسيقى بكثير، ويمتد ليشمل مجالات أخرى مثل الموضة، والمأكولات، وبالطبع الأنمي"، موضحة أنها تتطلع لزيارة المزيد من الأماكن في آسيا والعمل على تعاون مستقبلي مع المجتمع.
0 تعليق