«المشاهير» بين التجارة وخدمة المجتمع

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
هل خرجت عملية خدمة المجتمع عن إطارها الحقيقي الإنساني؟ وهل أصبح دعم الجمعيات الخيرية وسيلة لزيادة الأرباح الشخصية؟ وهل تحولت القيم الإنسانية إلى سلعة تباع وتشترى؟.. استفهامات طرأت على مخيلتي حين رأيت بعضاً ممن يسمون بـ«المشاهير» قد فقدوا المعنى الحقيقي للعمل الإنساني، هؤلاء يطالبون بمبالغ مالية باهضة لظهورهم في حملات دعم الجمعيات الإنسانية والاجتماعية والخيرية.

ظاهرة (وأقول ظاهرة) تبيِّن أن بعض أولئك (المشاهير) أصبحوا تجاراً في سوق الشهرة، يبيعون مواقفهم الإنسانية مقابل أموال كبيرة بدلاً من أن يكونوا رموزاً للخير والإيثار، والأدهى من ذلك أن بعضهم يطالب بمبالغ أو نسبة من التبرعات تفوق إمكانيات الكثير من المؤسسات والجمعيات، مما يضعف من قيمة الدور الذي يجب أن يلعبوه في خدمة المجتمع. فالمعروف أن العمل الخيري يجب أن ينبع من نية صافية، وليس من أجل الترويج الشخصي أو الربح المالي.

فهل سنشهد يوماً عودة (المشاهير) إلى قيمهم الأصيلة؟ وهل يؤمنون بأن مسؤوليتهم الاجتماعية ليست عقداً تجارياً بل واجب إنساني نبيل؟ أم ستظل بعض الأسماء مجرد أدوات لتحقيق مكاسب مادية تبعدهم عن رسالتهم الحقيقية كمؤثرين في المجتمع؟

المسؤولية تقع على عاتق الجميع (جمعيات، مشاهير، جمهور) بأن يكون الدعم الحقيقي نابعاً من القلب، وليس من حسابات الربح والخسارة، فالعطاء الحقيقي هو الذي يبقى أثره في قلوب الناس، وليس في حسابات البنوك.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق