تضاعف حجم الطلب على حلول تكنولوجيا السياحة والسفر في الإمارات، نتيجة للتحول الرقمي الذي يشهده القطاع في الدولة، وتنامي توجه المسافرين ونزلاء الفنادق على استخدام هذه الحلول، نظراً للسلاسة التي توفرها في إجراء العمليات، في أي وقت ومن أي مكان، وفقاً لخبراء في القطاع.
وقال الخبراء على هامش سوق السفر العربي– دبي 2025 ل «الخليج»، إن شركات الطيران والسياحة والفنادق، توجهت بكثافة إلى الحلول الرقمية، لاسيما المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، التي تستطيع تحليل بيانات العملاء وفهم توجهاتهم ورغباتهم.
أكدوا أن قطاع السفر والسياحة في الإمارات والمنطقة، يشهد تحولاً كبيراً مدفوعاً بالتكنولوجيا المتطورة والتحول الرقمي، لاسيما أن المنطقة باتت تنتج المزيد من الابتكارات، التي تعزز الكفاءة والراحة والاستدامة.
سهولة وسرعة
يقول مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي للأعمال لتطبيق «ويجو» للسفر: «إن ثقافة الحجوزات الإلكترونية للسفر والسياحة تنتشر بقوة في الإمارات، عاماً بعد آخر، نظراً لسهولة وسرعة إنجاز العملية في أي وقت وأي مكان، بجانب الحصول على وفورات في الأسعار والخدمات تصل إلى نحو 90% أحياناً».
وأضاف حميدان: «سكان دولة الإمارات يعدون الأعلى وعياً بعمليات البحث عن الوجهات السياحية والتخطيط للسفر، عبر شبكة الإنترنت والهواتف والأجهزة الذكية المحمولة، نظراً لانتشار الهواتف الذكية التي تعد من الأعلى عالمياً وبسبب التنوع السكاني والرغبة الدائمة في السفر».
وتشير بيانات «ويجو» لعام 2025 إلى ارتفاع حجم البحث والحجز عبر منصاتهم بنسبة 30%، مقارنة بالعام السابق، مع تسجيل نمو قوي في أسواق الخليج.
ويعود هذا النمو إلى انتشار ثقافة الاعتماد على الحلول الرقمية، وسهولة مقارنة الأسعار عبر الإنترنت، إضافة إلى ازدياد وعي الشباب بأهمية السفر الذكي، ما جعل الحجز الإلكتروني الخيار الأول لأغلب المسافرين.
وأوضح حميدان، أنه خلال الفترة من مطلع يناير/كانون الثاني، وحتى نهاية مارس/آذار الماضي، استقبلت دبي ما مجموعه 5.31 مليون سائح دولي، مُحققةً نمواً قوياً بنسبة 3% على أساس سنوي. ويُؤكد هذا النمو مرونة قطاع السياحة في المدينة وتوسعه، ما يُعزز مكانة دبي بصفتها وجهة عالمية رائدة.
تأمين مدفوعات
قال أرمين مرادي، المدير التنفيذي والشريك المؤسس لشركة كاشيو، إن الشركة أطلقت منصة للسفر، بالتعاون مع «فيزا» لتسهيل وتأمين مدفوعات السفر للتصدي للتحديات التشغيلية والمالية المرتبطة بالقطاع، ولمساعدة الشركات على مواجهة مخاطر الاحتيال، وضعف إدارة البطاقات، وبطء عمليات تسديد الأموال، ومحدودية رؤيتها، فيما يتعلّق بالتدفق النقدي والمكافآت، والرسوم الباهظة عند تحويل العملات.
وأضاف تمكّن المنصة الجديدة الشركات من التحكم الكامل في إنفاقها حول العالم، من خلال تمكينها من إصدار بطاقات افتراضية فورية مرتبطة بكل سجل حجز، وتحديد حدود الإنفاق لكل بطاقة، والوصول إلى بيانات المعاملات مباشرة بغض النظر عن العملات المستخدمة. ولفت إلى أن المنصة تتيح إجراء مدفوعات سلسة بعملات تشمل، الدرهم الإماراتي والريال السعودي والدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني، ما يساعد وكالات السفر على إدارة مخاطر تحويل العملات مع تبسيط عمليات الإدارة، وتعظيم الهوامش، وتقليل تكاليف الحجز والتصدي لمخاطر الاحتيال.
تحول كبير
يؤكد الدكتور شون لوخري، أستاذ مشارك في جامعة «هيريوت وات دبي»: «حقق سوق تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بقطاع السياحة والسفر في دولة الإمارات إيرادات، بلغت 92.4 مليون دولار 2024، فيما يتوقع أن يصل إلى 297.4 مليون دولار، بمعدل نمو سنوي مركب 21.3% من 2025 إلى 2030.
وأضاف: «يشهد قطاع السفر والسياحة في الإمارات والمنطقة تحولاً كبيراً، مدفوعاً بالتكنولوجيا المتطورة والتحول الرقمي. ومن المتوقع أن تولد الصناعة ما يقرب من 39.57 مليار دولار من الإيرادات، خلال 2025، حيث تتبنى المنطقة الابتكارات، التي تعزز الكفاءة والراحة والاستدامة».
وأشار لوخري، إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أحدثت ثورة في تجارب العملاء مروراً بالبنية التحتية الذكية، التي تعمل على تحسين عمليات السفر، ومساعدة المسافرين على الاستكشاف والتفاعل مع الوجهات.
وأكد أن الإمارات تأتي في طليعة دمج التنقل الجوي المتقدم في بنيتها التحتية. بدأت الدولة في رسم خرائط للممرات الجوية لسيارات الأجرة الجوية وطائرات الشحن بدون طيار، بهدف تشغيل هذه الخدمات بحلول عام 2026.
0 تعليق