المشروع الصهيوني في سوريا

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مايو 3, 2025 9:57 م

عبد الله المجالي

عبدالله المجالي
اليوم يعبر الكيان بالنار عن أهدافه في سوريا، وهو إن كان يغلفها بحماية الدروز، إلا أن أهدافه أكبر من ذلك بكثير، وهي ضمان عدم قيام سوريا مستقرة وآمنة وموحدة، ومن ثم تفتيتها إلى دويلات تحكمها الأقليات تكون مرتبطة بالكيان.

المشروع الصهيوني في سوريا بات واضح المعالم، وقد عبر عنه وزير مالية الكيان الذي قال بصراحة إن عمليات الكيان لن تنتهي في سوريا إلا بعد تفكيكها. وقبله صرح وزير خارجية الكيان عما أسماه تحالف الأقليات.

الحكومة السورية تقف عاجزة عن مواجهة اعتداءات الكيان، فقد تم تدمير كل قدرات الجيش السوري الجوية وكذا كل أنظمة الدفاع الجوي، وباتت سماؤها مكشوفة تماما لطيران العدو يسرح فيها ويمرح، وإن كان البعض يقول إن الأمور لم تختلف كثيرا عما كان عليه في عهد نظام الأسد البائد، والاختلاف فقط في طبيعة الأهداف، حيث كانت في السابق تستهدف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، واليوم تستهدف الحكومة السورية ذاتها.

وإذا كان المشروع الصهيوني واضحا في سوريا، فنأمل أن يكون المشروع العربي واضحا أيضا؛ فالمواقف العربية تشير إلى أن العرب يتفقون مع مشروع الحكومة السورية القائم على سوريا موحدة ومستقرة وفاعلة في محيطها العربي، وهذا يتفق أيضا مع الموقف التركي في سوريا الذي يركز على موضوع وحدة أراضي سوريا، فهل يمكن أن نرى تعاونا عربيا تركيا لدعم ومساندة الحكومة السورية ومشروعها؟ أم ستنجح مساعي الكيان في دق إسفين بين الموقفين العربي والتركي وترك الحكومة السورية الجديدة لتواجه مصيرها؟

لا شك أن لتركيا مصالح كبيرة في سوريا، وقد باتت الآن لاعبا رئيسيا هناك، ولا شك أن للعرب مصالح كبرى في سوريا؛ خصوصا الأردن ودول الخليج. واللحظة التاريخية المصيرية التي تمر بها سوريا تعتمد بشكل كبير على التوافق العربي التركي، خصوصا أن الموقفين يقفان على ذات الأسس؛ سوريا مستقرة وموحدة ولكل أبنائها. ولا شك أن الحكومة السورية ستكون أسعد ما تكون إذا كان هناك توافق عربي تركي في سوريا، فهذا هو المدخل الرئيسي لمواجهة المشروع والمطامع الصهيونية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق