رؤساء الاحزاب الالمانية توقع "عقد ائتلاف حكومي جديد" لتولي مهامها بعد 10 اسابيع من الانتخابات

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يحمل الاتفاق خريطة طريق للأعوام ألـ4 المقبلة في أكبر اقتصاد في أوروبا

برلين"وكالات": وقع رؤساء أحزاب الائتلاف الحاكم الجديد في ألمانيا بقيادة المحافظين اليوم الاثنين اتفاق الائتلاف الحاكم، ما يمهد الطريق أمام الحكومة الجديدة لتولي مهامها بعد عشرة أسابيع من الانتخابات العامة المبكرة التي جرت في 23 فبراير الماضي.

ويحمل هذا الاتفاق ايضا خريطة طريق للأعوام الأربعة المقبلة في أكبر اقتصاد في أوروبا، تحدّد أولويات السلطة التنفيذية الجديدة التي ستواجه العديد من التحديات في خضم الاضطرابات الجيوسياسية العالمية.

ويتعيّن على الحكومة الجديدة أن تعمل على إنعاش الاقتصاد الذي يعاني من الركود منذ عامين، والحد من صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرّف، ودعم تعزيز الدفاع الأوروبي في مواجهة الانسحاب الاستراتيجي الأمريكي.

ووقع قادة الحزب المسيحي الديمقراطي، وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري - والمعروفين باسم (التحالف المسيحي) المحافظ - والحزب الاشتراكي الديمقراطي على الاتفاق المكون من 144 صفحة بعنوان "المسؤولية تجاه ألمانيا" في برلين، وذلك قبل يوم من انتخاب زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس مستشارا جديدا لألمانيا من قبل البرلمان الاتحادي (بوندستاج).

وقال ميرتس قبل التوقيع على الاتفاق إن الائتلاف الحاكم يريد دفع ألمانيا إلى الأمام "بإصلاحات واستثمارات"، مضيفا أن أوروبا تنتظر من ألمانيا أن تقدم مرة أخرى مساهمة قوية للمشروع المشترك، وقال: "إنني واثق للغاية من أننا سننجح بدءا من الغد في حكم بلادنا بقوة ومنهجية وموثوقية".

ومن جانبه، أكد زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينجبايل أن الحكومة لا يمكن أن تنجح إلا بروح الفريق، مضيفا أن شعار الائتلاف الجديد هو "ألمانيا تحتاج إلى عدد أقل من الإداريين والمزيد من المنجزين".

ودعا زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ماركوس زودر إلى "بذل كل الجهود من أجل ألمانيا"، وقال: "لن يحدث كل شيء بين عشية وضحاها" موضحا في المقابل أن تنفيذ القرارات المتخذة في اتفاق الائتلاف يجب أن يؤدي إلى "سرعة جديدة لألمانيا"، وقال: "حان الوقت لتفاؤل جديد".

ولا تحظى الأحزاب الثلاثة إلا بأغلبية ضئيلة تبلغ 328 مقعدا في البرلمان المكون من 630 عضوا، ولكن انتخاب ميرتس، الذي يحتاج إلى أغلبية مطلقة لا تقل عن 316 صوتا، يعتبر أمرا مؤكدا إلى حد كبير على الرغم من الهامش الضئيل.

ومن المقرر أن يصبح زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينجبايل نائبا للمستشار ووزيرا للمالية.

وبمجرد انتخاب ميرتس وأداء حكومته اليمين الدستورية، يمكن للحكومة الجديدة مباشرة العمل، وذلك بعد ستة أشهر بالضبط من انهيار ائتلاف يسار الوسط بقيادة أولاف شولتس المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ما أدى إلى إجراء انتخابات مبكرة.

وتواجه الحكومة الجديدة مجموعة متنوعة من التحديات، بدءا من الاقتصاد الألماني المتعثر والبنية التحتية المتهالكة والهجرة، وصولا إلى تهديد روسيا للأمن الأوروبي ورئيس أمريكي ينتهج سياسات متشددة غير مسبوقة.

وفاز التحالف المسيحي المحافظ في الانتخابات العامة الأخيرة، وحل في المركز الثاني حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة، والذي صنفته الاستخبارات الداخلية الأسبوع الماضي كمنظمة "يمينية متطرفة مؤكدة".

وتراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يعد تقليديا أحد القوتين السياسيتين الرئيسيتين في ألمانيا، إلى المركز الثالث، وسيكون الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم الجديد.

وفي السياق، احتفظ بوريس بيستوريوس بحقيبة الدفاع في الحكومة الألمانية المقبلة، على ما أعلن حزبه الاشتراكي الديموقراطي الإثنين قبل يوم من تولّي فريدريش ميرتس مهامه رسميا كالمستشار الجديد لجمهورية ألمانيا الاتحادية.

ومن أبرز المهام التي أوكلت إلى بيستوريوس (65 عاما)، تعزيز القوّات المسلّحة في البلد التي لطالما عانت من نقص في التمويل، فضلا عن دعم أوكرانيا بتجهيزات دفاعية منذ تدخل روسيا لها قبل ثلاث سنوات.

ويحظى بوريس بيستوريوس المعروف بصراحته وحسّه الفكاهي والتزامه الراسخ بدعم الجنود بشعبية كبيرة في استطلاعات الآراء في ألمانيا، في وقت يتنامى الارتياب من التهديدات التي قد تطرحها روسيا.

وقد عُرف بيستوريوس أيضا بدعمه الراسخ لأوكرانيا في وجه روسيا.

وسيتولّى فريدريش ميرتس الذي لطالما اختلف مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل زمام القيادة في أكبر اقتصاد في أوروبا في وقت هزّ دونالد ترامب أركان العلاقات بين أمريكا وأوروبا وفي ظلّ مواجهة حامية مع روسيا.

من جهة اخرى، كشف المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس أنه لا ينوي التدخل بشكل مبالغ فيه في شؤون السياسة بصفته مستشارا سابقا.

وخلال ندوة نقاشية مع طلاب إحدى المدارس في مدينة آيشفالده بولاية براندنبورج شرقي ألمانيا، قال السياسي الاشتراكي الديمقراطي:" لن أسعى إلى أن أصبح غنيا، ولن أمارس الضغط السياسي (اللوبي)، ولن أديم الظهور كل صباح في الإذاعة لأقول ما الذي تفعله الحكومة بشكل خاطئ".

وأضاف أنه يريد أن يسهم في العمل على أن "تسير الأمور بشكل جيد في البلاد"، مشيرا إلى أن لديه الوسائل والإمكانات لذلك، وأنه يعتزم - إذا طال به العمر - أن يقوم بهذا الدور خلال الثلاثين سنة القادمة.

وقام الجيش الألماني باستعراض موسيقي عسكري كبير مساء اليوم الاثنين لتوديع المستشار شولتس. وجرت العادة أن تقام مثل هذه المراسم العسكرية بعد غروب الشمس على أضواء المشاعل قبالة وزارة الدفاع في برلين عند مغادرة جميع المستشارين والرؤساء ووزراء الدفاع وكبار القادة العسكريين مناصبهم، تكريما لهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق