في السنوات الأخيرة، لم يعد سرطان الأمعاء مقتصرًا على كبار السن، فقد كشفت بيانات الجمعية الأمريكية للسرطان عن تضاعف حالات سرطان القولون والمستقيم بين من تقل أعمارهم عن 55 عامًا خلال العقدين الماضيين، وهو اتجاه يثير القلق العالمي.
لماذا تحدث هذه الزيادة بين الشباب؟
تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 90% من حالات سرطان القولون والمستقيم مرتبطة بعوامل بيئية وسلوكيات حياتية، ما يجعلها قابلة للوقاية إلى حد كبير ومع تسجيل أكثر من 1.9 مليون إصابة و904،000 وفاة بسرطان الأمعاء في عام 2022 فقط، تتضح فداحة هذا الخطر الصحي المتصاعد.
الخبراء يُجمعون على أن سوء التغذية، قلة النشاط البدني، وارتفاع معدلات السمنة بين الشباب تُشكل العوامل الأساسية وراء هذه الطفرة ومن المقلق أن النساء الشابات في بعض الدول يُسجلن معدلات إصابة أسرع من الرجال.
دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature كشفت عن دور محتمل لمادة سامة تُعرف بـالكوليبكتين، تنتجها بعض سلالات بكتيريا E. coli، في إتلاف الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
حلل باحثو جامعة كاليفورنيا في سان دييغو عينات من أورام ما يقرب من 1000 مريض، ووجدوا أن المرضى تحت سن الأربعين كانوا أكثر عرضة بنسبة 3-5 مرات لظهور طفرات مرتبطة بالكوليبكتين مقارنةً بكبار السن.
دور ميكروبيوم الأمعاء
هذا الاكتشاف يدعم فرضية أن اختلال توازن البكتيريا المعوية قد يلعب دورًا أكبر بكثير مما كان يُعتقد في تطور سرطان القولون والمستقيم المبكر.
الأطعمة فائقة المعالجة الوقود الخفي للسرطان
الوجبات السريعة والمأكولات المُصنّعة ليست مجرد خطر على الوزن؛ بل هي مساهم رئيسي في تفشي سرطان الأمعاء بين الشباب أظهرت دراسة من معهد USF Health أن الأنظمة الغذائية الغربية الغنية بالأطعمة المعالجة تُسبب التهابًا مزمنًا يعزز نمو الأورام ويُعيق قدرة الجسم على الشفاء.
التوتر النفسي القاتل الصامت
لا يمكن تجاهل تأثير التوتر والاضطرابات النفسية على الصحة الجسدية، فيما تشير دراسات متعددة إلى أن القلق والتوتر المزمنين يضعفان جهاز المناعة، ويُغيران من توازن الميكروبيوم المعوي، ويُحفزان بيئة ملائمة لنمو الأورام.
المعاهد الوطنية للصحة تؤكد أن الضغط النفسي المزمن قد يُضعف قدرة الجسم على محاربة الخلايا السرطانية من خلال تعطيل أداء الخلايا المناعية.
ما هو سرطان الأمعاء؟
يعرف سرطان الأمعاء أيضًا باسم سرطان القولون والمستقيم، ويبدأ في بطانة الأمعاء الغليظة. تشمل أعراضه الشائعة:
- تغيرات في حركة الأمعاء (إمساك أو إسهال مستمر)
- وجود دم في البراز
- تقلصات أو آلام مستمرة في المعدة
- فقدان الوزن غير المبرر
- شعور بعدم إفراغ الأمعاء بالكامل
- التعب المستمر أو الضعف العام
الوقاية تبدأ بالوعي
من الضروري التوجه للفحص المبكر، خاصة في حال وجود تاريخ عائلي أو أعراض غير معتادة كما أن تبني نمط حياة صحي، والابتعاد عن الأطعمة المعالجة، وتقليل التوتر النفسي، وممارسة الرياضة بانتظام، قد يشكل خط الدفاع الأول ضد هذا السرطان الصامت.
0 تعليق