loading ad...
تستعد أبل لدخول مرحلة جديدة في تاريخها الطويل بسوق التكنولوجيا، فالشركة مقبلة على تنفيذ استراتيجية جديدة تعتمد على منتجات تقدم تصميمات ثورية، في وقت يشير فيه محللون إلى تباطؤ ملحوظ في وتيرة ابتكار الشركة مقارنة بالعقود السابقة، ما انعكس على الأداء المالي ومبيعات المنتجات الرئيسية.اضافة اعلان
وتتهيأ الشركة لإطلاق مجموعة من المنتجات "الثورية" بحلول عام 2027، تواجه تحديات متزايدة تتعلق بالمنافسة الشديدة، والتحولات في صناعة التكنولوجيا، والضغوط التنظيمية الدولية، وفق "بلومبرغ".
ركود الابتكار وتراجع المبيعات
أطلقت أبل أجهزة متعددة، من بينها آيفون 16، وساعة أبل ووتش 10، بالإضافة إلى أجهزة ماك الجديدة، ورغم جودة هذه المنتجات، إلا أنها لم تحدث نقلة نوعية كما اعتاد المستخدمون في السابق.
وعلى الرغم من أن نظارة Vision Pro للواقع المختلط، مثَّلت أول دخول حقيقي لأبل في سوق الواقع المعزز، إلا أنها لم تحقق الانتشار المتوقع، وتم تقليص إنتاجها بسبب ضعف الإقبال والمبيعات المخيبة للآمال.
كما تراجعت مبيعات آيفون بنسبة 16% في الصين خلال الربع الأول من عام 2025، نتيجة للمنافسة الشرسة من شركات صينية مثل هواوي وشاومي، والتي تقدم هواتف بمواصفات قوية وأسعار أقل، مدعومة بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة، فيما سجلت أبل ووتش انخفاضاً في الإيرادات بنسبة 14% العام الماضي، في مؤشر إضافي على تباطؤ الطلب.
وفي ملف الذكاء الاصطناعي، وجدت أبل نفسها متأخرة مقارنة بمنافسيها مثل جوجل وميتا وOpenAI، وتواجه الشركة صعوبات في تطوير مساعد Siri، الذي تأجل تحديثه ليعتمد على نماذج لغوية كبيرة حتى عام 2026.
وخلال شهادته أمام محكمة مكافحة الاحتكار المقامة ضد جوجل، عبّر إيدي كيو، رئيس قطاع الخدمات في أبل، عن قلقه قائلاً: "الشركات التي كانت مهيمنة قبل عقود لم تعد موجودة، أو أصبحت أقل تأثيراً، مثل HP وSun Microsystems وTandem Computers.
وهذا هو مصير صناعة التكنولوجيا التي تتغير بوتيرة سريعة. لا يوجد ما يضمن أن تكون أبل موجودة بعد 10 أو 20 عاماً، فقد لا يحتاج الناس حتى لهاتف آيفون بعد عقد من الآن، مهما بدا ذلك مستبعداً".
خطة طموحة
ورغم التحديات، تعمل أبل على تنفيذ خطة تحول كبرى تهدف لإطلاق منتجات جديدة ومبتكرة بحلول عام 2027، احتفالاً بالذكرى العشرين لإطلاق أول آيفون.
وبحسب التقرير، فإن خارطة أجهزة أبل الجديدة تتضمن وصول آيفون قابل للطي بحلول عام 2027، والذي سيتميز بتصميم مبتكر يخفي تقريباً الانحناء المعتاد لشاشات الهواتف القابلة للطي، ليقدم مظهراً أكثر سلاسة وراحة للمستخدمين.
كذلك ستقدم الشركة آيفون يستخدم الزجاج بشكل أكبر، دون أي فتحات في الشاشة، وذلك في الذكرى العاشرة لإطلاق آيفون X، الذي كان بداية تصميم الهواتف ذات الشاشة الكاملة.
وخلال عامين من الآن، تخطط أبل لإطلاق نظارات ذكية ثورية تعتمد على شرائح معالجة متخصصة يتم تطويرها داخل الشركة، لتوفير تجربة واقع معزز تفاعلية تنافس نظارات Meta Ray-Ban.
وستدمج هذه النظارات مزايا Apple Intelligence، وتستخدم الكاميرات للحصول على معلومات حول البيئة المحيطة، تماماً كما هو الحال في ميزة Visual Intelligence في آيفون.
تواصل شركة أبل تحسين مستوى تجربة مستخدمي هواتفها الذكية مع الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال إصدار iOS 18.2 الذي وصل مؤخراً إلى هواتف آيفون.
وبالإضافة لذلك، فإن الشركة ستطلق إصدارات متطورة من ساعاتها أبل ووتش وسماعاتها اللاسلكية AirPods مزودة بكاميرات، حيث ستتيح مستشعرات التصوير إمكانية استخدامها كمساعدات ذكية متنقلة قادرة على جمع وتحليل المعلومات من البيئة المحيطة.
وتتضمن خطة أبل دخول سوق الروبوتات المنزلية، إذ ستعمل على تطوير جهاز يحتوي على ذراع آلية ومساعد ذكي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تحويله إلى مركز تحكم متكامل للمنزل الذكي.
وإلى جانب ذلك، فإن الشركة ستعمل على تحسين مساعدها الصوتي سيري، حيث تعمل الشركة على تطوير إصدار جديد منه يعتمد على نماذج لغوية كبيرة LLMs، ليصبح المساعد الرقمي أكثر تفاعلية وسلاسة في الاستجابة للمستخدمين.
وبالرغم من أن القطاع بأكمله يواجه صعوبات في تقديم ابتكارات ثورية في الأجهزة، إلا أن أبل تظل تمتلك الموارد والخبرة اللازمة للاستثمار في التقنيات المستقبلية والاستحواذ على شركات ناشئة للمساهمة في تسريع الابتكار.
ومع ذلك، يؤكد خبراء الصناعة أن نجاح الشركة في المرحلة المقبلة مرهون بسرعة التنفيذ والقدرة على التكيف مع سوق عالمي يشهد تغيرات متسارعة.
0 تعليق