جولة ترامب الخليجية لم تتجاهل الأردن

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مايو 15, 2025 6:17 م

بدا السؤال حول غياب الأردن عن جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة وكأنه محاولة الصيد في بركة من المياه الآسنة، أو التذاكي في التحليل السياسي، أو وضع المقارنات في غير أماكنها المنطقية.
وذلك لعدة أسباب أولها، أن الرئيس ترامب أعلن عن زياراته للملك العربية السعودية كأول زيارة رسمية خارجية بعد فترة قصيرة من تسلمه منصب الرئاسة الأمريكية رسميا في كانون الثاني الماضي، وسبق له أن التقي بالملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض كأول زعيم عربي في مطلع شباط الماضي.
ومرة أخرى التقى الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض بداية نيسان الماضي وتركز اللقاء على تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، والتطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأثمرت هذه الزيارة عن تأكيدات من واشنطن بأن الجزء الأكبر من المساعدات الخارجية للأردن التي لا تقل قيمتها عن 1.45 مليار دولار سنويا لن يتأثر بقرار ترامب بشأن خفض المساعدات.
واستؤنفت المدفوعات في آذار لماضي لشركة “سي.دي.إم سميث” الأميركية التي كلفتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالإشراف على مشروع تحلية المياه ونقلها بين العقبة وعمان اوما يعرف بالناقل “الناقل الوطني”.
وثاني الأسباب أن ترامب كان يسعى وراء شركات واتفاقيات مالية ضخمة بالدرجة الأولى، والأردن لا يمتلك القدرة على عقد مثل هذه الصفقات الضخمة التي تصل إلى أكثر من ترليون دولار (ألف مليار) ولم يكن يحمل ترامب أية مشاريع سياسية واضحة ومعلنة.
وكل ما أعلن عنه ترامب في الرياض لم يكن في علم أحد حتى أعضاء في إدارته، وأظن أن ترامب طرح مشاريع سياسية بناء على طلب ورغبة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبشكل خاص رفع العقوبات عن سوريا حيث بدا واضحا رد فعل الأمير محمد بن سلمان الفرح والمحتفي بإعلان ترامب عن رفع العقوبات.
أن عدم وضع الأردن على جدول زيارة ترامب لا علاقة له بأي ملفات أخرى وليس تجاوزا للأردن على موقفه من رفض تهجير سكان غزة خارج وطنهم والذي سبق أن أعلن عنه ترامب ثم تبخر هذا المشروع وبقي عالقا فقط في ذهن مجرم الحرب الفار من العدالة بينامين نتيناهو وعصابته الفاشية في تل أبيب.
كما أن كثير من الملفات التي تناولتها قمة الرياض الأمريكية الخليجية واللقاء السعودي الأمريكي لم يكن الأردن قريبا منها، ولا نقول منعزلا عنها، فهو بالضرورة يتأثر بهذه الملفات بشكل أو بأخر، مثل الملف الإيراني والوضع في سوريا والحرب الهمجية الوحشية على قطاع غزة.
لكن انغماس الأردن في هذه الملفات لم يكن عميقا وهذا يستدعي التساؤل خصوصا وأن الأردن أقرب لسوريا وغزة من باقي دول الخليج العربي .
في النتيجة قدم الأردن قدر استطاعته، ولم يكن مطلوبا منه أن ينغمس في جميع الملفات بعمق دون غطاء سياسي عربي أو دولي أو قوة مالية أو اقتصادية، وحتى إعلامية فنحن نعاني من مرض مزمن ومستعصي في هذا الشأن لا حل له سوى بـ”البيريسترويكا ” التي تعني “إعادة الهيكلة والبناء” والتي تبعتها سياسة “غلاسنوست” والتي تعني “الشفافية.”

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق