«كش إيران».. وسوريا الجديدة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
منى علي المطوع

في لعبة الشطرنج هناك استراتيجية للوصول إلى مرحلة «كش ملك» من خلال الأخذ من قطع الخصم وإسقاطها حيث تحتاج جدياً لأن تخدع منافسك، وتتركه يلعب كما يريد، لكن تحريك بعض القطع سيجعله محاصراً، ويقع في الفخ الأمر الذي يتسبب بسقوط حكمه وكش ملك، وهذا المشهد الذي حصل مع إيران، وهي تخسر قطعاً «دولاً تسيطر عليها « ففي سوريا، وبعد سقوط النظام السابق وقع « كش إيران» في الداخل السوري، وهذا ما بينه الرئيس الأمريكي ترامب خلال القمة الخليجية الأمريكية التي عقدت مؤخراً في الرياض حينما قال إيران عملت جهدها للحفاظ على نظام الأسد في سوريا.

رغم ذلك الواقع اليوم يقول هناك تحديات صعبة ومصيرية للغاية أمام الرئيس السوري أحمد الشرع وقرارات سياسية وضعها الرئيس الأمريكي له على طاولة مستقبل سوريا القادم حيث عرض عليه التوقيع على الاتفاقيات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ودعوة جميع الإرهابيين الأجانب إلى مغادرة سوريا وترحيل من وصفهم بالإرهابيين الفلسطينيين أي الفصائل الفلسطينية ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية على منع عودة ظهور داعش وتولي مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرق سوريا وكل هذه الخطوات بالتأكيد لها حساباتها ومعادلتها بالمنطقة بالأخص فيما يتعلق بتقاطع الملف السوري الفلسطيني.

ما أعلنه الرئيس الأمريكي خلال قمة الرياض برفع العقوبات عن سوريا للسماح لها بالتقدم والازدهار وأنهم يدرسون تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة يشير إلى وجود إرادة عربية أمريكية لإخراج سوريا من نفق إيران المظلم وإيجاد انفتاح سياسي مباشر لها ومحاولات جادة لإعادة دمجها مع النظام الإقليمي والدولي فهناك بارقة أمل بأن تكون سوريا الجديدة خالية من وكلاء إيران فيها فسوريا تمثل عمقاً استراتيجياً هاماً في منطقة الشام وهي حجر الزاوية ما بين لبنان وإيران وفلسطين، وكانت تداعيات الفوضى الأمنية فيها لها انعكاساتها الكبيرة على الدول العربية المجاورة لها وأن التاريخ العربي يجب أن يوثق أن الحل لسوريا الجديدة كان في الرياض!

كما أن اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بالرئيس الأمريكي حظي باهتمام عالمي حيث يعد أول لقاء يتم بعد قطيعة 25 سنة، أي بعد ربع قرن ليصبح أحمد الشرع أول رئيس سوري يلتقي بترامب منذ لقاء حافظ الأسد ببيل كلينتون في جنيف عام 2000 وبعد تاريخ طويل من تدهور العلاقات السورية الأمريكية منذ حادثة هجمات سبتمبر 2001 والمعارضة السورية لحرب العراق وحمايتها للجماعات الفلسطينية في دمشق حيث هذا اللقاء جاء ليضع نقطة النهاية على تلك الحقبة ونقطة البداية على فصل جديد يقوده رئيس سوري مختلف اختلافاً كلياً في أيدولوجيته السياسية عمن سبقه من رؤساء لسوريا؛ مما يعني أن أمريكا ترى في سوريا الجديدة فرصة لأن تخرج كدولة من عباءة سياسات الماضي، ومن الواضح أن هناك إرادة أمريكية لجعل سياسة سوريا القادمة تتقارب مع السياسة الأمريكية بالمنطقة.

ما خرج به الرئيس الأمريكي ترامب كتصريحات تناقلها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية وتأكيده بالقول تجمعنا صداقة مهمة مع الدول الخليجية، ووضعنا ميزانية دفاعية وعسكرية لمواجهة الحوثيين، وأن إدارة بايدن خلقت فوضى بالمنطقة من خلال سماحها بالعدوان الذي مارسته أذرع إيران في المنطقة، ومن خلال قيام بايدن بإرسال مليارات الدولارات لإيران وتمكين وكلائها حيث ما فعله كان غير عقلاني. أما نحن فأعلنا بوضوح أن ولاءنا مع حلفائنا في الخليج ! كما إنه يرى لبنان لديه فرصة للتحرر من حزب الله وبإمكان الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء بناء دولة جيدة ولبنان مزدهر بعيداً عن سيطرة حزب الله وتلك رسائل سياسية تشير إلى طبيعة المشهد القادم في المنطقة، وأن دول الخليج وأمريكا يلتقون في سياسات أهمية التخلص من وكلاء إيران في الدول العربية وتفعيل «كش إيران» من الدول العربية، وأن قادم الأيام سيحمل تحدياً وجودياً لإيران في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق